الخميس، 4 أغسطس 2011

يا أستاذ ،،، يا

افاق استاذ متوكل من نومه متأخرا وتذكر أن عليه الحصة الأولى لفصل سنة تانية ( أ ) فركض مسرعا الى الشارع بعد أن ارتدي بنطلونة الوحيد وقميصة ( تاني أخوه ) ،، كان في عجلة من أمره فهو لا يقدر على توبيخ المدير وربما يعقد له  مجلس محاسبة خصوصا وأنو هو ( كترا شوية)الشهر الماضي ،، قرر أن يأخذ سيارة أمجاد فإنتظار البص ربما يؤخرة كثيرا وقد يضاعف في العقوبة ،، أستقل سيارة أمجاد وجلس سارحا بخياله وصوت المسجل يرسل بعض الاغنيات الهابطة من شاكلة ( اضربني بمسدسك ) ،، وصل المدرسة فوجد أن هناك احتفال كبير وما أن دخل من البوابة حتى هناءه عم محمد الفراش فتسأل ( الحاصل شنو ) فرد عليه عم محمد شكلك كدا ما سمعت أن الوزير اصدر تعليمات برفع رواتب المعلمين 50% لمقابلة الغلاء كما تم منح المعلمين بلا استثناء قروض مستردة خلال أربعة أعوام بما يعادل عشرون راتب شهري للمعلم  وذلك لرفع مستوى حياتهم خصوصا وهم نبراس الأمة ومقياس تطورها  ،، واردف عم محمد والليله اجازة يعني ممكن تذهب بيتكم  ،، دخل متوكل وتأكد من صحة الموضوع من قبل بقية زملائه المعلمين ، خرج من باب المدرسة بزهو لا يضاهيه أزدهاء العريس ليلة عرسه ،، ودلف لمطعم بالقرب من المدرسة فقد كان جائعا فطلب قائمة الطعام وبدأ يقرأ في القائمة من ناحية الأسعار وليس الأصناف فوقف في أغلا الأصناف وطلب ( بالله اديني طلب سمك فيليه وعصير أنناس ) وبعد أن تناول أفطاره الفاره خرج فوجد مجموعة من الصحفيين واسرعوا نحوه يا استاذ متوكل معاك قناة ... وعايزين نعمل معك سبق صحفي ،، والله ما فاضي ،، ياستاذ متوكل ممكن صورة ،، يلا بسرعة عشان انا عندي ارتباطات .
رن هاتف الجوال الخاص بالاستاذ متوكل ، فكان المتصل سيد الدولاري ،،
- مرحب يااستاذ معاك سيد الدولاري عرفتني
- افا وكيف ما بعرفك وفي حد في البلد ما بعرف الدولاري ، دا لينا عظيم الشرف بسماع صوتك ، أقدر اخدمك ؟؟
- والله الموضوع محرج شوية ، بصراحة أنا عرفت أن المعلمين الدولة أنتبهت لهم وتم تحسين اوضاعهم بصورة مميزة ، وبصراحة أنا عندي بنتي خلصت الثانوي والواحد عايز يطمئن عليها مع رجل عندو مستقبل ، حقيقي سألت عنك وعرفت انك رجل مستقيم وأنا لو ما عندك مانع لي عظيم الشرف بأن أخطب بنتي ( نانا ) ليك واذا وافقت فسأقوم بكافة اعباء الزواج .أها قلت شنو
- طيب يا أبو الدر اديني فرصة اشاور وبرد ليك .
- انا في الانتظار .
بدأ يتحسس متوكل اطرافه هل هو في حلم سيفيق منه أو كاميرا خفيه أم أنها حقيقة ، حضر مجموعة من الشباب والتفوا حول الاستاذ متوكل مهنئين له بالنصر المبين الذي تحقق من قبل الدولة بأن انصفت المعلمين ومنحتهم ما يستحقونه من اهتمام يفوق نجوم الغناء والطرب ،، حمله بعض الفتيان في اعناقهم وبدأوا يهتفون بأسمه  ،،،،، وما هي لحظات إلا ويدرك أنه محمول فعلا بواسطة الطاقم الطبي للأسعاف وسائق الأمجاد يدلي بأقواله لرجل المرور أنه ما أن حدث الحادث وإلا وهذا الرجل داخل في اغماءة طويلة ،،
أفاق استاذ متوكل ، فأذا بسائق الاسعاف يسأله يا أخي أنت شغال وين ،، فقال له أستاذ معلم ، فرد السائق للذين معه نزلوه وادوه سندوتش دا استاذ شكله كدا يكون ما فطر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق