جلسا تحت ظل شجرة النيم امام مكتب العمل ،، كانا في أحسن ما يكون من المظهر الأنيق والهندام المميز كيف لا واليوم معاينة لإحدي شركات دول الخليج لإختيار أكثر من عشرون محاسبا للعمل لديهم ،، جلسا وكل يمني نفسه بغربة ( مدنكلة ) وسرح كل منهما مع بنات خياله ،، كان حسن أصغر سنا من زميله عبد الواحد إلا أنه ضليع في مجال المحاسبة حتي أنه كان زملائه في المصلحة التي يعمل بها يسمونه الكمبيوتر أما عبد الواحد فكان كبيرا في السن وقد وخط الشيب مفرقيه وبدأت بعض التجاعيد تظهر على وجهه الداكن السمرة ،، جلسا يحتسيا كاسين من الشاي كان عبد الواحد قد طلبها من ( ست الشاي ) الجالسة في قبالتهم تحت ظل تلك النيمة ،،، حسن كان يمني نفسه بالإغتراب وتحصيل قدر من المال يمكنه من خلاله أن يتزوج ( شادية ) حبيبة قلبه كان يفكر كيف سيفاجئ شادية بحصوله على عقد عمل وكم ستكون فرحتها وهي تتلقي الخبر السعيد ،، وسرح مليا في اغترابه وأوبته وهو محمل بالشنط ( التريانة ) والذهب والخ الخ ،، ودلف مباشرة ليوم زواجه الميمون وهو أمام الكوافير في انتظار العروسة للذهاب للنادي ،، تخيل حتى السيارة والزينة التي وضعت عليها وكيف كتب حرف H و S بالقطن في الزجاج الخلفي للسيارة وبعض الزينة تلف جسم السيارة ،،، كان يسترسل في خياله ويرشف رشفة من الشاي ،، أما من الناحية الثانية فعبد الواحد كان يفكر في ما سحمل من متاع الدنيا لزوجته ( رقية ) تلك المرأة الصابرة التي ترضي بالقليل من هذه الدنيا الفانية ،، وتذكر بنتيه رشا وعبير وما سيحمله لهن مما غلا ثمنه من الملابس الراقية وذلك لزوم الجامعة ،، قطع حلمهما الجميل هذا صوت أجش قادم من الداخل (( يا جماعة خلاص الجماعة ديل أخدو الناس العايزنهم ، فرصة سعيدة المرة القادمة )) كانت كلماته قد وقعت عليهما كالصاعقة فقط تبخرت الأحلام الوردية التي يحملونها بمجرد سماعهم ذاك الصوت الأجش ،،، قاما واخذ عبد الواحد ينفض بنطاله المغبر من فعل جلسته تحت ظل تلك الشجرة بينما أخذ حسن الصحيفة التي كان يجلس فيها وتحركا صوب المواصلات إلا أن صوتا لا حقهما (( يا عيال ،، حق الشاي وينو )) فرد عبد الواحد بصوت عميق ،، الحساب على الكفيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق