هي أمرأة بدينة في منتصف العقد الثالث من العمر، فاحمة اللون ،، توفي عنها زوجها وهي في ريعان الشباب ،، لم يتسنى لها أن تتزوج مرة أخري حيث أنه ما كان يجرؤ أحد من الإقتراب منها فقد كانت امرأة فظة التعامل قد حولتها معاناة فراق زوجها والتركة الثقيلة التي خلفها لها من سبعة أبناء وبنات امرأة شرسة ، دخلت كل أقسام الشرطة ودخلت السجن عدة مرات وأغلب أسباب دخولها هو شرها المستطير والمشاكل التي كانت تتعمدها من جيرانها من ميسوري الحال ( حقد طبقي ) ،، كان لها صوت رجالي غليظ وكان يكفي أن ترد السلام على أي من المارة حتى يعلم الحي بأكملة بأن طيارة الكنغو في الشارع ، أما قصة تسميتها بطيارة الكنغو فكانت في شبابها ومع بدانتها المفرطة كانت تحب الطرب والحفلات وما أن تكون هنالك مناسبة في الحي إلا وهي ممن يحرصون على حضور الحفل ،، كان غيابها في أي من تلك المناسبات يعطيك احساسا بأن ( العرس دا ما كامل ) فكانت ما أن يبدأ المطرب في الغناء إلا وتقوم للرقص مباشرة وكان من فرط بدانتها تجعل يداها اثناء الرقص في زاوية قائمة مع بقية جسمها المكتنز وتبدأ بالحركة يمنة ويسرة جيئة وذهابا حتى أطلق عليها شباب الحي لقب طيارة الكنغو ،، وكان قلما أن يتهي الحفل دون أن تقوم ( الطيارة ) بإفتعال مشكلة مع أي من الحضور رجالا كانوا أم نساء ، ومن ثم ترى الكراسي قد ارتفعت عاليا والهرج والمرج يسود الحفل ثم ينفض سامر الليلة والسبب ( طيارة الكنغو ) ، صارت هذه العادة ديدن الحفلات في ذاك الحي الخرطومي العريق ، ومع ذلك فإن حضورها في تلك الحفلات ومشاجراتها المشهورة والمشهودة هي التي تكمل صورة الزواج في إذهان أهل الحي ،،،
في احدى المرات تقدم شاب للزواج من إبنة الطيارة فقد كانت ذات مسحة جمال لا بأس بها ، إتفقت العائلتين على كل تفاصيل الزواج وجاءت ليلة العرس وبعد العشاء بدأ الحفل وكعادتها تحركت الطيارة في ال runway أقصد في ساحة الرقص بطريقتها المعروفة وسط الزغاريد التي كانت تطلقها صديقاتها مشاركة لها الفرح وربما خوفا منها ،، إنزعج العريس كثيرا كيف لأم العروس أن تقوم بهذا الرقص الغريب وسط أهله ومعارفه فذهب للطيارة في هدوء طالبا منها عدم الرقص بهذه الطريقة الغريبة خصوصا أمام أهله فما كان منها إلا أن التفتت للعريس وصفعته صفعة أثارت ذهول كل الحاضرين ثم أتبعتها بضربة بالرأس سقط من جراءها العريس وغاب في إغماءة طويلة ، فذهب الطيارة للمايكرفون وبدأت تتحدث بصوت عال (( يا خوانا العرس دا ما حيتم ،، يلا شتتو ما عندنا عرس ،، جايبين لينا عريس ماسورة .....)) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق