السبت، 30 يوليو 2011

هلال مريخ

* الكرة في السودان لها ما لها من قفشات ومواقف ، يحكي أن احد من مشجعي المريخ قد دخل مباراة هلال مريخ ولسؤ حظه جلس في مساطب الهلالاب ( الملعب موزع تلقائيا بحيث أن مشجعي المريخ يجلسون في المساطب الجنوبية أما مشجعي الهلال فيجلسون في المساطب الشمالية للملعب ) دخل صاحبنا وجلس بالخطأ وكان المباراة محتدمة بين الفريقين وكان المريخ يومها متقدما على الهلال بهدف وفي لحظة تشجيل الهدف بدأ صاحبنا المريخابي بالصراخ ومكايدة الهلالاب فما كان من أحد المشجعين الهلالاب المتعصبين إلا وأن يلتفت اليه محاولا اسكاته ولما فشل في ذلك قام بلكمه لكمة قوية في عينه فوقع المشجع المريخي صريعا وراح في اغماءة طويلة وبعد محاولات لافاقته فاق فسأله أحدهم ( يازول انت كويس ) فقال( وكانت الكشافة في الملعب عاكسه ضوءها في وجهه) . : الحمد لله بس عليكم الله دخلوني من الشمس دي جوه.

* حضر أحد اخوتنا من دول الخليج وما كانت لديه أي علاقة بحضور الكرة في الملاعب ، كان يشجع فريقه من خلال مشاهدة المباريات في التلفزيون ،، حضر هذا الخليجي وقد دعاه صديقه السوداني لحضور مباراة هلال مريخ في ملعب المريخ ذهبا سويا واحرز الهلال هدف رائع بقدم اللاعب الفذ ( سادومبا ) فوقف الخليجي يصفق مؤازرا لصديقه السوداني الذي كان يشجع الهلال ثم استطرد قائلا للسوداني ( ليش ما يعيدوها بالبطئ ؟؟؟ ) .





الأربعاء، 27 يوليو 2011

باتا

كنا في زمان غابر ما أن نمر بسوق أم درمان ,إلا وتستوقفنا محلات ( باتا ) للأحذية وباتا هذه شركة بريطانية كانت من مخلفات المستعمر البريطاني ، كان أكثر ما يميز باتا هو أسعارها فكانوا يستحدثون طريقة غريبة لتسعير منتجاتهم فمثلا اذا كان الحذاء بجنية كانوا يضعون عليه ديباجة (99 قرش ) ولاتدري كم كان هذا الأسلوب مغريا للشراء ، كنا صغارا وكنا نفتخر كثيرا أنو الحذاء الذي نرتديه من باتا ، كما أن باتا في فترة ما انتجت احذية من القماش السميك وسميت (بجزمة باتا ) وكانت تباع بمبلغ زهيد للعمال ومحدودي الدخل ، جالت بخاطري هذه الخاطرة وأنا أستعرض أشهر قصص الأحذية في التاريخ :

قصة سندريلا تلك الفتاة الجميلة التي توفت عنها والدتها فقرر والدها الزواج من أخرى علها تقوم برعاية سندريلا ، وتزوج والدها من سيدة انجب منها بنتان وكانتا دميمتي المنظر وكن  يحسدن سندريلا على جمالها ، توفي والدها وبدأت زوجة أبيها تسئ في معاملتها حتى جاء يوم طرح الملك عرضا لكل الفتيات أن يحضرن لحفل اقامه في قصره ومن تنال اعجاب الأمير فسوف يتزوجها ، تقاطرت الفتيات في احلى الحلل للفوز بقلب الأمير وإستأذنت سندريلا من زوجة ابيها في الذهاب فوافقت على أن  تقوم سندريلا بنظافة المنزل والملابس ومن ثم سوف تهديها فستان جميل لتذهب به للحفل ، أجتهدت سندريلا في نظافة المنزل بصورة أعجبت زوجة الأب فأهدت سندريلا الفستان الذي وعدتها به ، ارتدت سندريلا الفستان لكن أخواتهامن والدها قد غرن منها فقمن بتقطيع الفستان وذهبن للحفل وتركنها وحيدة في المنزل تبكي وتندب حظها وفجأة حضرت الساحرة الطيبة واعطتها فستان جميل ولكن اخبرتها ما أن ينتصف الليل فان الفستان سيختفي وعليها أن  تعود قبل منتصف الليل ، ذهب سندريلا للحفل في  ابهى حلة مما لفت نظر الأمير وطلب منها أن ترقص معه وفيماهي منهمكة في الرقص انتبهت لقرب منتصف الليل فأسرعت تركض وخرجت من  الحفل مخلفة خلفها حذاءها ، فأمر الأمير من  حرسه البحث عن  صاحبة الحذاء وبحثوا عنهاحتي وجدوها وتزوجها الأمير وعاشت معه في رغد من العيش .

أما  الحذاء الثاني فكان للطنبوري وهو تاجر من بغداد وكان  تاجرا ثريا إلا انه بخيلا بحيث أن حذاءه الذي يرتديه قد تقطع فكان كلما ينقطع يضع فيه رقعة من  الجلد حتى صار الحذاء عبارة عن رقع متلاصقة ،، تحدث معه بعض اصدقاءه بأن  يتخلص من هذا الحذاء وبعد صعوبة في اقناعه رمي به في مكان للقمامة ، وذهب وفي طريقه وجد بعض القوارير الزجاجية الغالية معروضة في السوق فاراد ان يشتريها ولكنه استكثر ثمنها فتركها وهو في طريقه وجد بائع للمسك  فهم  ان يشتري المسك فتذكر ان المسك يحتاج لمثل تلك القوارير فرجع واشتري القوارير واشتري المسك ووضعه فيها ووضعها في  منضدة في غرفته ، مر احدهم فوجد حذاء الطنبوري ملقي في القمامة فأخذه ليرده عليه ولما حضر ولم يجده فوجد النافذة مفتوحه فقذف به من النافذة فوقع الحذاء على القوارير وكسرها وضاع  المسك الذي فيها ، عاد الطنبوري فغضب كثيرا من هذاالحذاء فأخذه ورماه في البحر ، فإذا بصياد يصطاد فتقع شبكته على الحذاء المشؤوم فيسحبها فيجده فيذهب به للطنبوري ، أخذ الحذاء ووضعه في سطح المنزل ليجف من الماء وما هي لحظات إلا بقط يحمله ويقفز به من سطح لآخر واذا بالحذاء  يقع من القط على سيدة حامل فتسقط ويسقط جنينها ، فذهب  زوج تلك  المرأة للقاضي وشكى الطنبوري ومافعله حذاءه فيسجن  الطنبوري ولما خرج من سجنه أقسم أن  يحفر حفرة ويدفن فيها الحذاء فقام منتصف الليل وبدأ يحفر واذا بالجيران  يسمعون  الحفر فيظنون أنه لص فيبلغوا الشرطة التي  تأتي وتأخذ الطنبوري بتهمة انه  يهم  بالسرقة ، ويرمي في السجن ، خرج من السجن وذهب لحمام عام في بغداد وفكر أن يستحم  ومن  ثم يخرج ويترك الحذاء في مكانه ، وصدف أن  كان الأمير يستحم في الحمام وبعد خروجه يكتشف أن  حذاءه قد سرق فينتظر حتي يأخذ كل شخص حذاءه والحذاء المتبقي هو بالقطع حذاء السارق وكان  حذاء الطنبوري فيؤخذ للسجن بتهمة سرقة حذاء الأمير ، يخرج من  السجن  ويقرر أن  يذهب للصحراء  ويحفر حفرة للحذاء ويدفنه فيها وفعلا ذهب متخفيا وحتي بلغ مكان ما  في الصحراء وبدأ في الحفر إلا وياتيه رجال الشرطة ويلقون القبض عليه ويذهبوا به للقاضي ويخبروه  بأنه  قبضوا على القاتل ، فعرف  بعدها بأنه قد وجد شخص مقتول في تلك البقعة من الصحراء ولما حملوه وجدوا تحته صرة من الذهب فأخذوها واختبأوا ظنا منهم بأن القاتل حتما سيأتي للذهب .

حاشية : قبض على لص في  سوق أمدرمان فبدأ الناس في ضربه وشتمه ففيهم من شتمه بقول ( يا جزمة ) فرد شيخ كبير كان يشاهد الموقف ( لا تقولو جزمة ) فأستغرب الموجودين عمن يدافع عن حرامي كهذا فاردف الشيخ ( الجزمة تحميك  من  الشمس تحميك  من  الشوك ) وحينها أدركنا ما يرمي له الشيخ .
ما يستفاد من القصص الطويلة والمملة عاليه : أن الأحذية خشم بيوت منها ماهو فأل حسن  لصاحبه ومنها ماهو شؤم على صاحبه والله يكرم القارئين .




عرس عثمان

مهدي شاب مغترب أنفق من عمره أكثر من عشرة سنوات في مغتربه يجمع الأموال لتأثيث بيت الزوجية ،، وبعد مضي تلك المدة الطويلة قرر أن يرجع ويتزوج إلا أنه أكتشف بأنه لا يعرف عروسة بعينها وكل الفتيات الآئي تركهن قبل اغترابه قد تزوجن وأنجبن ،، لم يساعده من الخروج من هذا المأزق إلا أبن خاله عثمان الذي حضر حديثا من السودان بعد أن تزوج من أحدى قريباته ، فوعده عثمان بإحضار شريط الفيديو الخاص بحفل زواجه ومن ثم يمكن له أن يختار شريكة حياته ،، أحضر عثمان الشريط وجلسا مدة ليست بالقصيرة حتى اهتدى مهدي لاحدي الفتيات فراعه جمالها وسأل عثمان عنها أن كانت متزوجة أم لا ،، أكد له عثمان بأنها لازالت تدرس في الجامعة ، قرر مهدي الزواج من تلك الفتاة فأتصل بأخواته وحدثهن عن اختياره فأمنوا على أنه فتاة ممتازة و (ست بيت ) فرح مهدي كثيرا وتمت الخطوبة وهو لا زال في مغتربه وحدد الزواج ، سافر مهدي بعد أن قضى زهاء العشرة سنوات وذهب مباشرة لمنزل مخطوبته واتفقا على تحديد تاريخ الزواج وكان الزواج .
جلس مهدي في ( الكوشة ) بفتح الكاف وزوجته بجواره وبعد التهانئ من الأهل والأصدقاء بدأ مهدي (يبحلق) في الموجودين فوجد فتيات أكثر جمالا من زوجته بفارق كبير فبات ما أن تأتي الفتاة لتهنئته حتى يشدها  بشدة من يدها وهو في غاية الإنفعال سائلا  ( أنتي  عرس عثمان ما عزموك ليه ) ؟

الاثنين، 25 يوليو 2011

يا غالي ليك هوينا


من المضحك حقا يلاقيك صديقك ويقول ليك وين ( ياغالي ) أو تسمع أحدهم يغازل أحداهن في ( الشات ) ويقول لها ( يا غالية ) دعونا في هذه الإستراحة أن نناقش قصة الغلا هذه بشئ من التفصيل .
ذكر علماء الفيسولوجي بأن جسم الإنسان يتكون من عدة أملاح ومعادن وسوائل مهمة جدا في تركيبة الجسم وأي اختلال في نسب هذه المعادن والأملاح قد تصيب الجسم بالإعتلال والمرض حمانا الله وأياكم ومن أهم هذه المعادن والأملاح  :
- الكالسيوم ويحتوي جسم الإنسان على 1 كيلو الي 5ر1 كيلو كالسيوم تكفي لصنع سبعة صناديق طباشير بقيمة 350 جنية .
- بوتاسيوم كمية قليلة لا تكفي لصناعة لوحين صابون بقيمة لا تتجاوز 100 جنية 
- الحديد حوالي 5 جرام لا تكفي لصناعة إبرة نجادة أو مخرز بقيمة شرائية 2 جنية 
- صوديوم حوالي 105 جرام في جسم الأنسان البالغ بقيمة شرائية لا تتعدي10 جنية 
-  الفلور كمية زهيدة لا تكفي لصناعة اصبع معجون واحد بقيمة شرائية لا تتعدي 20 جنية 
- الفسفور يعد عنصرآ أساسيآ لبناء العظام والأسنان ويحتوي الجسم للأنسان البالغ 805 جرام لا تكفي لصناعة أربعة علب ثقاب (كبريت ) بقيمة شرائية 5 جنية 
- المنغنيز : يحتوي جسم الإنسان البالغ على 12 - 13 ملج من المنغنيز لا تكفي لصناعة كأس زجاجية واحدة بقيمة شرائية 10 جنية 
- كمية الماء في جسم الإنسان حوالي حوالي سبعون لترا أي ثلاث ونصف قارورة  ماء سعة القارورة 19 لتر ( سوبا أو صافية ) بقيمة شرائية 15 جنية
عليه فأن القيمة الفعلية للأنسان حوالي 162 جنية ( بالجديد ) وفي السوق الأسود لا يتعدي 200 جنيه .
وتسلم يا غالي .


السبت، 23 يوليو 2011

تنظير

حقا نحن شعب يحب التنظير في كثير من الأمور كانت تخصنا أو تخص غيرنا ،، فكثيرا في المناسبات تجد ثلة قليلة يقومون بتركيب ( الصيوان ) وعدد كبير جدا من المنظرين ، 
- ياخي خلي باب الصيوان يكون فاتح كدا عشان الشارع 
- لا أحسن في هذا الإتجاه عشان الجاي العرس يشوف الصيوان من بعيد 
- يا خوانا الأداكم الصيوان بتاع الجمعية دا منو ، نحن حاجزنو لينا اكثر من شهر لمناسبة زواج ... 
- الحديد ناقص أمشي يا ولد لي ناس عمك عبدالله شوف الحديد الناقص دا هناك 
الخ الخ الخ 
وفي الإتجاه الآخر تجد من يقوم بارسال تعليماته للأولاد الصغار بنظافة الصيوان من الداخل ،
- يلا يا أولاد شيلو الحجارة دي كلها ارموها وراء الصيوان 
- ياخي ولد مصطفى دا اصلوا ما بشتغل بس قاعد يشاغل في الأولاد ( الله يلعن ......)
وتجد من يقف مع بعض الشباب مصدرا تعليماته بالذهاب للفرن لاحضار الخبز وآخرون يذهبوا لموضوع الساوند والكشافات وخلافه ، 
أما في المآتم فيكثر التنظير ابتدأ ممن يحضر وتبدو على ملامحه الدهشة بخبر الوفاة علما بأن المرحوم يكون متوفي ( سريريا ) لاكثر من عام ،، لا حول ولاقوة الا بالله ،، الوفاة دي حصلت متين ،، وتبدأ رحلة التنظير ،، أها كلمتوا عثمان في الأمارات ،، وناس ودنوباوي عندهم خبر ،،،ويقطع هذا الإسترسال بكاء بعض النسوة وهن ( ينهنهن ) بصورة تمثيلية ، ويظهر أخو المرحوم بعد أن يقوم بمحاسبة صاحب الأمجاد ويطمئن من أن الباقي مظبوط فيضعه في جيبه ثم يعدل من عمامته ويبدأ في النحيب بصوت أجش عالي ليلتفت له كل من في الصيوان ،، ويقوم بعضهم بالركض ناحيته وتتكرر كلمة ( أستغفر ربك ،، كلنا لها،،، الدوام لله  ) ،، علما بأن أخو المرحوم هذا كان مقاطعا شقيقه لأكثر من خمسة سنوات ولم يزره قط طيلة فترة مرضه التي طالت ؟
- في مقدمة الصيوان هناك من يستفسر بالهاتف الجوال عما اذا قام الشباب بتجهيز القبر ثم يأخذ شقيق المتوفي ليدخله معه للقيام بغسل الجنازة دون الإلتزام بالشروط المقيدة لذلك .
بعد أكثر من ساعة تتحرك الجنازة في (بوكس ) يلتف حولها مجموعة من زويه في مظهر دراماتيكي اذ أن بعض الذين ركبوا مع الجنازة قد حزم نفسه بعمامته بصورة تدل على أن الأمر قد حزم ولابد من ربط العمامة بتلك الطريقة وربما شعور بالجوع يحاول أن يتغلب عليه بتلك الطريقة ،، بعض النسوة يركضن خلف البوكس ويتبرع من هو اعلا الراكبين صوتا بإنتهارهن ، ( ارجعوا البلاء اليخمكن كلكن ) تحس في نبرات صوته وكأنه يود أن يصفي حساب قديم من هذا الجنس من البشر . يخرج السائق رأسه مخاطبا الراكبين في الخلف متسائلا ، الدفن في احمد شرفي ولا البكري ؟؟؟ فيهمهم الجميع بأنهم لا يعرفون تماما إلا أنه بتبرع حسن فلسفة وهذا إسمه بأن يعمل خياله ، فيرد بما أن ناس عمك ديل انصار فالدفن سيكون في أحمد شرفي ،،، 
يصل الركب للمقبرة فيقوم بعض الحاضرين بالذهاب للمغاسل للوضوء للصلاة على الجنازة وكثير منهم لا يؤدي الصلوات المفروضات ولكنه يبادر لصلاة الجنازة وكأنها هي التي فرضت ولم تفرض الخمس صلوات المتعارف عليها ، يصطف الحاضرون ويحضر الشيخ والذي يبادر بإصدار تعليمات شديدة بأن أصطفوا لاكثر من خمس صفوف ،، وبين الفينه والأخرى ينظر للحضور وكأنه يقول لهم ( شفتو الموت قريب كيف ،،) وكأنه يتشفي من الحاضرين ببسمات باهته يوزعها يمنة ويسرة .
بعد الإنتهاء من الصلاة يبدأ التنظير في اعلى صوره بدأ من حمل الجنازة لمثواها فكل يود أن يقوم بهذه المهمة مع قصر المسافة بين المصلى والقبر وما أن تقترب الجنازة إلا وتتعالى الأصوات ( جيب الجنازة بي جاي ،، خلي الرأس تجاه الجنوب والارجل تجاه الشمال ، وين ود المرحوم ،، خليه ينزل عشان ينزل الرأس ،، يا خوانا شوية كدا وينبري صوت بلا مقدمات يبدأ في قراءة سورة يس ،، بعض الحاضرين يذهبون بعيدا تحت ظل شجرة لا ظليل ولا يقي من حر ذاك اليوم ،، ويبدأوا في التحدث عن المرحوم ومشاكلو مع ناس التعاون ،، ( كفي بالموت واعظا ) ( أسمع خت طينة تحت رأس الميت ،، يلا يا شباب جيبو الطوب ،، الطين دا لين اديه شوية تراب ،،،، أمسك يا شيخ محمد ،،،،) وتتم عملية الدفن وبعد أن يهيل الجميع التراب على القبر يبدأ تسوية القبر بالواسوق والبعض يبالغ في التسوية لحد أنهم لا ينقصهم حينها إلا ميزان موية وقدة ، ثم ترش الماء فوق القبر ، ويبدأ الجميع بقراءة الفاتحة ولا ينتهي الجميع من قراءة الفاتحة إلا هناك من يطلب منهم قراءة الأخلاص (11) مرة لروح المرحوم ، بعدها يتحرك الجميع في حالة يرثى لها من الغبار والتعب في ذلك اليوم الغائظ للصيوان لتبدأ رحلة تنظير جديدة.

الأربعاء، 20 يوليو 2011

مسكولات

مسكول 1
استعان احد ضباط السجون بأحد المساجين لطلاء باب منزله ، وبينما كان المسجون يقوم بطلاء الباب إذا بفتاة حسناء تمر فيقوم المسجون بمعاكستها ( وين يا تتي ) فالتفتت الفتاة اليه في استغراب ( ووووب علي أنت مسجون من زمن تتي ؟؟).

مسكول 2
احدى الفتيات العوانس قد تجاوز عمرها الخامسة والأربعون عاما ، ذهبت لأحد الشيوخ ( فكي ) لكي يجد حلا لعنوستها ، فتح الشيخ الكتاب ( لادري أي كتاب فتح ) ثم قال لها : مبروك جاييك عريس وكما مغترب ، فبدأت الفتاة في البكاء فسألها الشيخ : ياخ قلنا ليك عريس ومغترب وتبكي ،، فردت والله يا شيخنا هميت من ولادة الغربة .

مسكول 3
سمع احدهم طرقا في الباب وكان ( مزاجه عالي جدا ) ففتح الباب فلم يجد احد ،،، فردد بصوت خفيت ( إيه دا مس دور ولا شنو ) . 

دي أمة دي ؟؟؟؟؟

كانت الساعة  قد تجاوزت الحادية عشرة صباحا ، المكان ميدان  الأمم المتحدة ، بدأ المادح في اطلاق صوته للعنان  بعد إذ افترش قطعة من القماش لتجميع ما تجود به أيادي الحاضرين بعد أن يبشر أمام المداح الذي لايفتأ يتابع طرقه للطار وهو يرجع للخلف ( رويس ) ، وكلما زادت النقود الموضوعة في تلك القطعة من القماش كلما زاد صوت المادح ( لعلعة ) ، جرت العادة في مثل هذه الحلقات أنه اذا وضع أحدهم ورقة كبيرة من النقود فيقوم بمفرده بإسترجاع الباقي حيث أنه لايوجد من ( يقالبك ) فالمادح يكتفي بالمديح باديا الزهد فيما تلك القطعة من القماش بينما أن نظره لا يفارقها لحظة على الإطلاق .


حضر أحد المختلين عقليا ووجد كثيرا من الناس يضع مبلغا من المال ( صم ) ويقوم بإسترجاع بعض الفكة  ويضعها في جيبه ويغادر الحلبة ،جلس ذاك المختل عقليا في الأرض وبدأ يجمع كمية من القروش ثم يقوم بترتيبها ثم وضعها في جيبه وهكذا استمر الحال والمادح يرمقه بعين كالشرر إلا أنه ظل يمدح بصوت بدأ بخفت شيئا فشيئا ( كهربتو بقت  خط واحد )، في تلك اللحظات العصيبة جاء احدهم مهرولا وبدأ يسأل في الحضور ( يا خوانا الشيخ مدح شفيع الأمة ) ولا احد يرد عليه ولما كرر سؤاله ارشده أحدهم ياخي أمشي أسأل المادح بوريك ،ذهب للمادح وقد بلغ به الضيق مبلغه ، فسأله : يا شيخنا عليك الله أمدح لينا شفيع الأمة ،، وضع المادح الطار في أبطه وصاح فيه بصوت عال رافعا يده  :  وين الأمة ،، أمة اريتها بالصاقعة التجيب اجلها كلها ،، ياخوانا ما تمسكو الزول دا ما يتم أولادي .

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

فالنتاين

تجول الكاست الخاص بقناة ( سحر ) التلفزيونية في حدائق الهابي لاند بمدينة امبدة وأجرت بعض الإستطلاعات مع بعض الأسرة المحتفلة بالفالنتاين دي وكان حصيلة القناة مايلي :
- صباح الخير 
- يا صباح النور 
- ممكن تعرفينا بنفسك 
- سهي ..
- طيب اخت سهي كيف تمضين الفالنتاين هنا في الحديقة 
- والله الجو لطيف خصوصا بعض تركيب نظام سبراي أير SPRAY AIR الذي قامت به معتمدية ( أبنيران ) .
- طيب أيه نوع المشاكل التي تواجهونها أنتم الشباب بصورة عامة ؟؟
- والله مشاكل شديدة يعني أمس مساءا ذهبنا للعشاء خارج المنزل ( تصور البيرجر المايونيز الخاتينو ما كان مغطي قطعة البيرجر بالكامل ) يعني الدرسنج تعبان .
- أوووف مش معقول ، دا حصل وين ؟؟
- في كافتريا هنا في أمدرمان المهم قدمنا شكوى وطلبنا تعويض عن هذا الحادث الشنيع .
- طيب وأيه تاني نوع المشاكل ، تعرفي يا سهى دور الإعلام هو عكس مشاكل المواطنين ورفعها للمسؤولين 
- أي بالمناسبة كنت في حفل زواج بت خالتي نون ، صدق بتاع الديجي كان ما لابس رسمي ، صدق القميص ما كان شاكيه في البنطلون مما اثر كثيرا في نفسياتنا و رفعنا عليه شكوى للجنة المصنفات ، 
- يستاهل 
- أها يا سهي على مستوى الحي عندكم مشاكل ؟؟؟
- آي ود خالتي معاذ رجع من أمريكا قبل أسبوع كدا ، صدق في جماعة جيرانا عاملين ليهم ( عامية ) ،،، 
- تقصدي حولية ؟؟؟
- آي حولية عامية ما عارفه المهم صدق الجماعة ديل بضربوا في حاجة كبيرة ومدورة كدا ، بصورة مزعجة حتى معاذ قال حيرجع امريكا لو ما الجماعة ديل وقفوا الدق ، ياخ دا ارهاب عديل كدا 
- أها وبعدين 
- بعدين اتصل أبوي بالشرطة ووقفوهم 
- الله يكون في عونكم أنتم حقا جيل التضحيات والبطولات 
ويتحول المذيع بالمايكرفون تجاه أحد الشباب 
- هاي 
-هاي 
- نتعرف عليك 
- سامر وبقولوا لي ( سوسو )
- شرفنا يا سوسو ، معاك سحر تي في ، بنهنيك بالفالنتاين دي وبنسأل اذا كانت هناك مشاكل بتواجهكم كشباب 
- ميرسي  والله مشكلة البسكوت شايف حيحلوها أخيرا بعد اجتماع البرلمان الأسبوع الماضي 
- وايه مشكلة البسكوت 
- معقول ما عارف المشكلة التي قومت الواطة ،، مش البسكوت لما تغمسوا في الشاي جزء كبير منو بقع في قاع الكباية 
- لا لا لا 
- نعم واضح انو في مشكلة في نوعية البسكوت أو مشكلة في الشاي نفسه 
- أها بعدين 
- ولا قبلين البرلمان اجتمع وقرروا يزيدوا البسكوت شوية صلابة عشان يتحمل الشاي و ما يتكسر أو اذا اتضح انو المشكلة في الشاي يعالجوا الشاي ، غايتو الحمد لله الموضوع ماشي لي حل قريب انشاء الله .
- والله مشكلة كبيرة أها وعندكم أي مشاكل اخرى ؟؟
- مشكلة الجل ، ياخي بقي كله تجاري ، تصدق عملت  جل لشعري لما طلعت للشمس كلو نزل لي في وشي ،،،، ياي حاجة قرف ، صدق مرت ثلاث أيام ما قدرت اعمل جل إلا لما حسام ودخالتي رسل لي كرتونة بال DHL من بريطانيا .
- عليكم بالصبر ، دي كلها إبتلاءات 
- الحمد لله 


نعم الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه 







الاثنين، 18 يوليو 2011

أي هؤلاء أنت بنيتي




أي هـؤلاء أنت يابنتي ؟؟
يقال أنه :
إشتكت إبنة لأبيها مصاعب الحياة ، 
وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها ، 
وإنها تود الإستسلام ، 
فهي تعبت من القتال والمكابدة . 
ذلك إنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى. 
إصطحبها أبوها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا ..
ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على نار ساخنة..
سرعان ما أخذ الماء يغلي في الأواني الثلاثة. 
وضع الأب في الإناء الأول :
جزرة

 وفي الثاني :
بيضة



في الإناء الثالث :
وضع بعض حبات القهوه المحمصة والمطحونة (البن) ..



وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما.. 
نفذ صبر الفتاة ، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها...!
إنتظر الأب بضع دقائق .. ثم أطفأ النار .. 
ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء .. 
وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان ..
وأخذ القهوة المغلية ووضعها في وعاء ثالث. 
ثم نظر إلى ابنته وقال : يا عزيزتي ، ماذا ترين؟ 
أجابت الإبنة : جزرا وبيضة وبنا. 
ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزر ..! 
فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا ..!
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة.. ! 

فلاحظت أن البيضة باتت صلبة ..!
ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة ..! 

فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية..!
سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟ 
فقال : إعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه االخصم نفسه ، 
وهو المياه المغلية ...
لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف. 
لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف ، بعد تعرضه للمياه المغلية. 
أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي ، لكن هذا الداخل ما لبث أن
تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية. 
أما القهوة المطحونه فقد كان رد فعلها فريده ... إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه. 
وماذا عنك ؟
هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة.. ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة
طرية وتفقد قوتها ؟ 
أم أنك البيضة .. ذات القلب الرخو .. ولكنه إذا ما واجهت المشاكل أصبحت قوية
وصلبة ؟ 
قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي .. ولكنك تغيرت من الداخل .. فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة! 
أم أنك مثل البن المطحون .. الذي يغيّر الماء الساخن ..
( وهو مصدر الألم ).. بحيث يجعلـه ذا طعم أفضل ؟! 
فإذا كنت مثل البن المطحون .. 
فإنك تجعلين الأشياء من حولكـ أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولكـ الحالة القصوى من السوء . 
فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب... ومن تختارين لكي تكوني ؟


فهل أنت جزره أم بيضة أم حبة قهوه مطحونة

السبت، 16 يوليو 2011

ميادة ( حقا أنها مأساة )


يحكى أن فتاة سودانية اسمها ميادة حاصلة على بكالوريوس تجارة 1998 ظلت لعدة سنوات تبحث عن عمل دون جدوى
فأشار عليها أحد أقاربها بالذهاب معه لمقابلة مسئول يعمل بحديقة الحيوان بالخرطوم ليسأله عن عمل مناسب لها فاعتذر لهم المسئول ولكنه بعد تفكير قال لميادة : إن زوجة الأسد ماتت و حديقة الحيوانات لن تأتى بأخرى الا بعد شهور بسبب الإجراءات الروتينية
وعرض عليها أن ترتدي جلد زوجة الأسد وتجلس في القفص مكانها يوميا من الساعة الـ 9صباحا حتى الساعة الـ 2 ظهرا لقاء مرتب جيد وطمأنها أن الأسد في قفص ملاصق لها وان بينهما باب مغلق 
وظلت ثناء على هذا الوضع لمدة شهر حتى حدثت الكارثة حينما نسي الحارس في أحد الأيام إغلاق الباب الذي يفصلها عن الأسد فدخل إليها الأسد محاولا التحرش بها فأخذت تصرخ مستغيثة وأنها ميادة - بكالوريوس تجارة 98
وكانت المفاجأة...

أن الأسد رد عليها قائلاً : لا تخافي أنا أحمد بكالوريوس هندسة 95

( منقول )

الخميس، 14 يوليو 2011

اسامة الجهامة

اسامة من الذين من الله عليهم ببسطة في الجسم فكان رجلا ضخما وذو بنية عظيمة ، اذا خلع نعليه حسبتهما كلبا حراسة  أمام الباب ، كان يعمل في مشروع الجزيرة ( مفتش غيط) وما كانت سيارته الموريس ماينر تتعطل إلا ويحملها من الخلف ويدفعها بنفسه حتى يدخلها قريتهم الوادعة فكان لا يحتاج ( لسطحة ) كما يقول أهلنا في الخليج ، كان رغم حجمه هذا إلا أنه رجل مسالم وكان كثيرا ما يحل مشاكل أهل القرية بحكمته واحيانا بخوف بعضهم منه ، كان أسامة ( هذا أسمه ) يحب الطرب وخصوصا أغاني الرعيل الأول ( عثمان حسين و كابلي ) ، كان من أحسن المستمعين .
في يوم ما كان يجلس في حفل زفاف مقام في القرية وكان يجلس في أخر الصفوف واضعا رأسه على يديه وهو في حالة استماع ،، وكان كل شئ يسير على ما يرام حتى سمع ضجيجا واصواتا عاليه اضطرت المطرب أن يوقف الغناء فرفع رأسه متسائلا ( في شنو ) فرد عليه احدهم بأن هنالك شاب يبدو انه مخمورا يتشاجر مع بعض اصحاب المناسبة ،، فأخذ ينظر ناحية ( الشكلة ) فاذا به شاب نحيل واضح عليه أنه حقا مخمور وكان يحاول أن يتفلت ممن  أحكموا القبض عليه لاخراجه من تلك الساحة إلا أنه كان يحاول الفكاك منهم مما أحدث فوضى ، وتأزم الموقف فنادى اسامة صبيا كان يشاهد الموقف وخلع إحدي نعليه وطلب من الفتي أن يحملها لذاك المخمور آمرا أياه بأن يقول له بالحرف ( صاحب المركوب دا قال ليك اطلع بره ) ، حمل الصبي الحذاء بل كان يسحبه سحبا حتى وصل لذلك الشاب واخذ يحاول أن يحدثه بالمطلوب إلا أن الشاب كان منفعلا وبعد صعوبة شديدة تمكن الصبي من أخطار الشاب المخمور بأن صاحب ( المركوب ) يطلب منه مغادرة الحفل ، ما أن رأى الحذاء حتى انتبه لخطورة الموقف وركض مسرعا للخارج .

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

لماذا ؟؟؟؟

هناك بعض التصرفات التي نقوم بها يوميا و لاتجد لها مبرر منطقي ، دعونا نستعرض بعض منها :-

 - عندما تكون بطارية (الريموت كونترول) ضعيفة نقوم بالضغط بقوة على الأزرار؟؟ (كأننا بضغطتنا هذه بنشحن البطارية )
ـ لماذا نخفض صوت المسجل أو (الراديو) في السيارة عندما نشعر بأننا دخلنا بالطريق الخطأ؟؟؟ ( كأننا بتخفيض الصوت سنستدل على الطريق الصاح )
ـ لماذا نقول هدية مجانية؟؟ (وهل يوجد هدية غير مجانية!!؟؟)
ـ لماذا عندما نقرأ على الحائط 'احترس من الدهان!' لا نصدق بل نجرب ذلك بأصبعنا؟؟( يعني اللي دهن الحائط لازم يحلف!!؟؟)
ـ لماذا عندما توقف سيارتك في موقف خالي من السيارات يأتي واحد بعدك ويوقف سيارته بجانب سيارتك؟؟(يعني يترك الموقف كله ويوقف جنبك!!؟؟)
ـ لماذا عندما يتأخر المصعد نضغط عدة مرات على الزر؟؟(يعني هكذا بستعجل ويجي بسرعة!!؟؟)
ـ لماذا عندما تكون منتظراً المصعد ويأتي شخص آخر تجده يضغط الزر أيضاً لطلبه؟؟(يعني كأنو ما شايفك بالمرة!!؟؟)
ـ لماذا نفتح فمنا عندما نقوم بإطعام الطفل الصغير؟؟ (يعني نحنا اللي ناكل وإلا هو!!؟؟)
ـ لماذا نشعر دوماً بأننا بحاجة إلى 10 دقائق نوم إضافية كلما استيقظنا صباحاً؟؟
ـ لماذا  بعد ما نشرب كباية شاي كلها نعاين فيها إذا فيها شي ولا خلص…؟؟(يعني ما تصدق حتى نشوف!!؟؟)
ـ ليه لما تكون قاعد في مكان عام وتسمع رنة هاتف جوال على طول تطلع جوالك..؟؟ (ليه أنت حضرتك مهم كثير حتى يرن (موبايلك) بين كل هؤلاء البشر!!؟؟)

الأحد، 10 يوليو 2011

انفصال انفصال

مدخل أول : في إحدى قري الجزيرة وفي صبيحة يوم ما دخلت عليه نسيبته ( حماته كما يقول أخوتنا في شمال الوادي ) وهو لا زال نائما وهي امرأة معروف عنها سلاطة اللسان وبدأت تطلق العبارات الحادة ، قوم نايم للضحي والرجال في الجزارة يتخاطفوا اللحم زي الكلاب ،، قوم بلا النوم الكتير دا ما عرفنا ليك فايدة ،، فإعترضتها إبنتها ( زوجته ) يمة خليه أصلو طلقني أمبارح بالليل ،، فترد الأم بلهجة أكثر حدة مطلقك ودي ( أكوندا ) تعني لوكاندة .

مدخل ثاني : تشاجر أحدهم مع زوجته وهو مقيم معها في منزل والدها ، إستمرت المشاجرة لفترة طويلة أنتهت بأن قال لها انتي طلقانه يلا أمشي بيتكم وهنا إستدرك أنه هو المقيم في منزل والدها فإستدرك قائلا(( ولا أأأأأأأأأأأأأأأأ)).

بالأمس تم الطلاق البائن بينونة تامة بين الشمال والجنوب وتم الإعتراف بدولة جنوب السودان فهذا خيارهم فهنيئا لهم هذا الخيار إلا أن بعض الأصوات تردد بأن تكون هناك استثناءات للطلبة الذين يدرسون في الجامعات الشمالية أو الذين يعملون في القطاع الخاص هذا ما لا يستقيم ، فالحركة حينما قررت الإنفصال وأجبرت عليه كثير من الجنوبيين فهل فات عليها ما يؤول عليه حال الذين عاشوا في الشمال فترات من الزمن بل أن بعضهم ولد بالشمال ،، الم يقوموا بالترتيبات اللازمة لاعادة هؤلاء ودمجهم في الخدمة المدنية أو العسكرية لدولتهم الوليدة ، كذاك الحال بالنسبة للطلاب ،، أنا لأرى مبرر للتباكي على هؤلاء فقد كان الخيار خيارهم عليه يجب إلا تكون هنالك استثناءات وأن تقوم دولة شمال السودان بإتخاذ الخطوات اللازمة والصارمة لترحيل ما تبقى من هؤلاء وعليهم هم أيضا أن يقبلوا هذا الخيار ( ما تبقى عليه قصة لا بدورك ولا بحمل براك ) .




السبت، 9 يوليو 2011

الجمرة الخبيثة

منذ فترة وكل الناس في السودان يتحدثون عن عدادات السداد المقدم للكهرباء أو ما سمي وقتها (بالجمرة الخبيثة ) حقيقة إنها فكرة ذكية تجعل الإنسان يتصرف حسب مقدراته المالية وبالتالي تكون قد سدت زريعة التحايل على القانون وما يعرف ( بالجبادة ) وهي طريقة يقوم الشخص الذي يفصل عن التيار الكهربائي بعمل توصيلة من السلك يسترد بها التيار الكهربائي حتى وإن تم القطع من العمود الرئيسي الموصل لمنزله كما أن هناك طريقة أكثر ذكاء وهي عملية ( الكبري ) وهو أن يقوم بتوصيل سلك من مصدر التيار الداخل للمنزل دون الدخول للعداد وعليه يكون مستمتعا بالكهرباء دون احتساب قيمة الصرف ،، هذه الفكرة أعجبتي كثيرا وعلمت أن أخيرا هناك اتجاه لعمل ( جمرة خبيثة ) للمياه أي دفع مقدم تقوم الهيئة بفصل الماء منك حال ما ينضب رصيدك طرفهم ،،

قصة أولي :  حينها تذكرت في فترة الصبا الباكر كنا مجموعة من هواة السينما خصوصا افلام الكاوبوي ، ونكون في سعادة غامرة إذا حضر أحدهم وأكد لنا أن هناك فلم كاوبوي ( وسخان ) في سينما كلوزيوم أو الصافية أو الوطنية ، ووسخ الكاوبوي يدل على قوته وبالتالي الاستمتاع بفلم جميل غاية الجمال وتطفر في الذاكرة افلام ترنتي - جوني يوما - ورنجو وديجانقو ،، كانت حينها الظروف المعيشية ضاغطة ومصادر العيش محدودة واذكر أن الوالدة ( ربنا يمد في أيامها ) تخصص لي مبلغ خمسة قروش لزوم الفطور والمواصلات حيث كنت حينها أدرس في مدرسة بيت المال الوسطى وهذا المبلغ لا يمكن له أن يزيد تعريفة واحدة ،، وكان ما أن يظهر فلم كاوبوي إلا وتظهر مشكلة كبيرة في حياتي حيث أنه لم ترصد ميزانية للسينما قط ففكرت حينها بكيفية معالجة هذا الوضع ، وهداني تفكيري إنه لا مناص إلا أن اسحب رصيد الأفطار لليوم التالي لأستمتع بالفلم ، كانت السينما ( طبعا شعب ) بمبلغ اربعة قروش فكنت أخذ حق الفطور ليوم غد واذهب واستمتع بالفلم أكثر من أقراني ،، و ما أن تصبح شمس اليوم التالي حتى أفيق مما أنا فيه حيث أتذكر ما فعلت بحق الفطور خصوصا وإنها سبعة حصص ، وايضا هدتني عقليتي الأقتصادية حينها لمعالجة هذه المشكلة فما يكاد أن يقرع جرس الفسحة حتى اذهب مباشرة لحاجة مستورة وأشتري فول مدمس بقرش وأطالبها بزيادته ثم أقوم بإلتهامه بنهم شديد ولمعالجة الأمر بصورة حاسمة إذهب بعدها مباشرة ( للمزيرة ) وإزدرد كوز أو كوزين من الماء ،، فكان ما أشرب الماء على الفول حتى أشعر بالشبع حد التخمة وهذا سر من أسرار خطتي الإقتصادية ، دارت بخلدي هذه القصة الطريقة ووجدت حينها بأني من رواد الجمرة الخبيثة في السودان فالفكرة هي الفكرة والألمعية لا أحسد عليها.

قصة ثانية : ذهبنا وأسرتي لقضاء عطلة عيد الفطر الفائت في دبي لتتمكن زوجتي من الألتقاء بشقيقتها والتي مضى على عدم الإلتقائهما أكثر من أثنتي عشرة عاما  ،، عموما حزمنا أمتعتنا ورحلنا لتلك الديار ،، وأمضينا معهم فترة غاية الروعة ،، في يوم اتفقت زوجتي وشقيقتها للذهاب لشراء بعض الحاجيات من دوار الساعة في الشارقة واخذن ما يكفيهن من مبالغ مالية ويبدو إنهن قد بالغن في عملية الشراء بحيث لم يتبق لهن ما يكفي لاستئجار ليموزين للرجوع للبيت ، لم يأبها بشح المورد فأستغلتا ليموزين تجاه المنزل وبدأن في متابعة العداد وما أن تطابق رقم العداد مع ما يحملن فلوس أوقفن سائق الليموزين في صوت واحد ثم أكملا المشوار مشيا على الأقدام ، وهذه القصة لا تخرج كثيرا من فكرة الجمرة الخبيثة. 

الخميس، 7 يوليو 2011

محطات


محطة (1)

أرسل عبد المنعم مبلغ 5000 ريال مع شنيبو الذي نزل للسودان للزواج مكلفا أياه بأن يعطيها لأمه ( أم النصر ) حال وصوله حيث أنهم في حاجة لهذا المبلغ ،، وصل شنيبو وشرع في زواجه ناسيا المبلغ المكلف بإيصاله لأم النصر ،،، كان زواج شنيبو زواجا مميزا غني فيه ( صديق سرحان ) والأمين العامري حتي الصباح ،،، كان أنذاك زيوع الأغنية المشهورة للعطبراوي ( ديما في العشاق القلوب مرتاحة ) ،،، بعد الزواج بفترة أتصل عبد المنعم بوالدته أم النصر وسألها أن كان شنيبو قد أعطاهم مبلغ 5000 ريال ، فكانت مفاجأتهم الكبيرة وذهبت أم النصر لمنزل شنيبو في سرعة متناهية ووجدهم يتناولون الفطور فوقفت في باب البرندة واضعة يدها في خاصرتها (( والله يا شنيبو أسمع في القلوب مرتاحة ،،، القلوب مرتاحة ما قايلاها مرتاحة بقروش عبد المنعم ولدي ))).

محطة (2)في مشروع الجزيرة كان الشيخ فضيل مستأجرا لعمال ( نهارية ) وكان رجلا بخيلا فكان يتابع عماله بصورة مزعجة ، وكان الساعات التي يعملونها في تلك النهارية لا تتخللها أي فترة راحة ،، ويذكر أنه في ذاك اليوم أشتغل العمال حتى غابت الشمس تماما فصاح الشيخ فضيل في العمال (( غيمت ليكم يالبخات أها شدو حيلكم )).


محطة (3)في سوق أم درمان وبالتحديد في سوق اللحمة ،، وقف شاب نحيل أما الجزار وكان السوق يومها به عدد من العساكر المتخفيين في ملابس مدنية لكشف التجار الذين لا يلتزمون بالتسعيرة وكان صاحبنا الجزار يعلم بحركة هؤلاء العساكر ،، الشاب النحيل يسأل الجزار عن سعر كيلو الضان فقال له الجزار الكيلو بخمسة عشرة جنية ،، فصاح الولد بأعلى صوته (( ليه مافي قانون ،، كيف بخمستاشر ،، اللحمة الضاني مسعرة بإتناشر جنية فقط ،،، ليه هي فوضى ،، ) والجزار يحاول إسكات الشاب حتى لا يلفت إنتباه العساكر المنتشرين والشاب يزيد في الصياح ،،، نزل الجزار وشال ( فردة مركوبه ) الله يعز السامعين وراح خابط ليك الشاب في رأسه فخر الشاب صريعا مغمى عليه وتجمع الناس لمحاولة إفاقة الشاب وبعد فترة طويلة فاق من الغيبوبة فسأله أحد الواقفين ( يازول مالك ؟؟؟ ) فرد الشاب ( والله ما عارف بس في واحد خبطني بي درج في رأسي ) .

طيارة الكنغو

هي أمرأة بدينة في منتصف العقد الثالث من العمر، فاحمة اللون  ،، توفي عنها زوجها وهي في ريعان الشباب ،، لم يتسنى لها أن تتزوج مرة أخري حيث أنه ما كان يجرؤ أحد من الإقتراب منها فقد كانت امرأة فظة التعامل قد حولتها معاناة فراق زوجها والتركة الثقيلة التي خلفها لها من سبعة أبناء وبنات امرأة شرسة ، دخلت كل أقسام الشرطة ودخلت السجن عدة مرات وأغلب أسباب دخولها هو شرها المستطير والمشاكل التي كانت تتعمدها من جيرانها من ميسوري الحال ( حقد طبقي ) ،، كان لها صوت رجالي غليظ وكان يكفي أن ترد السلام على أي من المارة حتى يعلم الحي بأكملة بأن طيارة الكنغو في الشارع ، أما قصة تسميتها بطيارة الكنغو فكانت في شبابها ومع بدانتها المفرطة كانت تحب الطرب والحفلات وما أن تكون هنالك مناسبة في الحي إلا وهي ممن يحرصون على حضور الحفل ،، كان غيابها في أي من تلك المناسبات يعطيك احساسا بأن ( العرس دا ما كامل ) فكانت ما أن يبدأ المطرب في الغناء إلا وتقوم للرقص مباشرة وكان من فرط بدانتها تجعل يداها اثناء الرقص في زاوية قائمة مع بقية جسمها المكتنز وتبدأ بالحركة يمنة ويسرة جيئة وذهابا حتى أطلق عليها شباب الحي لقب طيارة الكنغو ،، وكان قلما أن يتهي الحفل دون أن تقوم ( الطيارة ) بإفتعال مشكلة مع أي من الحضور رجالا كانوا أم نساء ، ومن ثم ترى الكراسي قد ارتفعت عاليا والهرج والمرج يسود الحفل ثم ينفض سامر الليلة والسبب ( طيارة الكنغو ) ، صارت هذه العادة ديدن الحفلات في ذاك الحي الخرطومي العريق ، ومع ذلك فإن حضورها في تلك الحفلات ومشاجراتها المشهورة والمشهودة هي التي تكمل صورة الزواج في إذهان أهل الحي ،،، 
في احدى المرات تقدم شاب للزواج من إبنة الطيارة فقد كانت ذات مسحة جمال لا بأس بها ، إتفقت العائلتين على كل تفاصيل الزواج وجاءت ليلة العرس وبعد العشاء بدأ الحفل وكعادتها تحركت الطيارة في ال runway  أقصد في ساحة الرقص بطريقتها المعروفة وسط الزغاريد التي كانت تطلقها صديقاتها مشاركة لها الفرح وربما خوفا منها ،، إنزعج العريس كثيرا كيف لأم العروس أن تقوم بهذا الرقص الغريب وسط أهله ومعارفه فذهب للطيارة في هدوء طالبا منها عدم الرقص بهذه الطريقة الغريبة خصوصا أمام أهله فما كان منها إلا أن التفتت للعريس وصفعته صفعة أثارت ذهول كل الحاضرين ثم أتبعتها بضربة بالرأس سقط من جراءها العريس وغاب في إغماءة طويلة ، فذهب الطيارة للمايكرفون وبدأت تتحدث بصوت عال (( يا خوانا العرس دا ما حيتم ،، يلا شتتو ما عندنا عرس ،، جايبين لينا عريس ماسورة .....)) .




الحساب على الكفيل

جلسا تحت ظل شجرة النيم امام مكتب العمل ،، كانا في أحسن ما يكون من المظهر الأنيق والهندام المميز كيف لا واليوم معاينة لإحدي شركات دول الخليج لإختيار أكثر من عشرون محاسبا للعمل لديهم ،، جلسا وكل يمني نفسه بغربة ( مدنكلة ) وسرح كل منهما مع بنات خياله ،، كان حسن أصغر سنا من زميله عبد الواحد إلا أنه ضليع في مجال المحاسبة حتي أنه كان زملائه في المصلحة التي يعمل بها يسمونه الكمبيوتر أما عبد الواحد فكان كبيرا في السن وقد وخط الشيب مفرقيه وبدأت بعض التجاعيد تظهر على وجهه الداكن السمرة ،، جلسا يحتسيا كاسين من الشاي كان عبد الواحد قد طلبها من ( ست الشاي ) الجالسة في قبالتهم تحت ظل تلك النيمة ،،، حسن كان يمني نفسه بالإغتراب وتحصيل قدر من المال يمكنه من خلاله أن يتزوج ( شادية ) حبيبة قلبه كان يفكر كيف سيفاجئ شادية بحصوله على عقد عمل وكم ستكون فرحتها وهي تتلقي الخبر السعيد ،، وسرح مليا في اغترابه وأوبته وهو محمل بالشنط ( التريانة ) والذهب والخ الخ ،، ودلف مباشرة ليوم زواجه الميمون وهو أمام الكوافير في انتظار العروسة للذهاب للنادي ،، تخيل حتى السيارة والزينة التي وضعت عليها وكيف كتب حرف H  و S بالقطن في الزجاج الخلفي للسيارة وبعض الزينة تلف جسم السيارة ،،، كان يسترسل في خياله ويرشف رشفة من الشاي ،، أما من الناحية الثانية فعبد الواحد كان يفكر في ما سحمل من متاع الدنيا لزوجته ( رقية ) تلك المرأة الصابرة التي ترضي بالقليل من هذه الدنيا الفانية ،، وتذكر بنتيه رشا وعبير وما سيحمله لهن مما غلا ثمنه من الملابس الراقية وذلك لزوم الجامعة ،، قطع حلمهما الجميل هذا صوت أجش قادم من الداخل (( يا جماعة خلاص الجماعة ديل أخدو الناس العايزنهم ، فرصة سعيدة المرة القادمة )) كانت كلماته قد وقعت عليهما كالصاعقة فقط تبخرت الأحلام الوردية التي يحملونها بمجرد سماعهم ذاك الصوت الأجش ،،، قاما واخذ عبد الواحد ينفض بنطاله المغبر من فعل جلسته تحت ظل تلك الشجرة بينما أخذ حسن الصحيفة التي كان يجلس فيها وتحركا صوب المواصلات إلا أن صوتا لا حقهما (( يا عيال ،، حق الشاي وينو )) فرد عبد الواحد بصوت عميق ،، الحساب على الكفيل .